
مركز القدّيس يوسف الدمشقيّ لترميم وحفظ المخطوطات
يفرز دير سيّدة البلمند البطريركيّ، في الجهة الجنوبيّة الغربيّة من كنيسة رقاد السيّدة العذراء، مبنىً خاصًّا يقوم عليه “مركز القدّيس يوسف الدمشقيّ لترميم المخطوطات”، وهو مركزٌ متخصِّصٌ على مستوىً رفيع أُنشئ ليقوم بخدمة عدّة أهداف، أهمّها:
حفظ المخطوطات والوثائق في بيئة ملائمة تمنع عنها عوامل التلف بعد تنظيفها وتعقيمها، وذلك في درجة حرارة ونسبة رطوبة مناسبتان وثابتتان،
تصنيع الورق بالطريقة الشرقيّة القديمة لمعالجة وترميم المتهالك من المخطوطات والوثائق. ويتمّ حاليًا تزويد قسم الآثار في جامعة البلمند بهذا النوع من الورق الخالي من الأحماض إذ يُستَعمَل في حفظ القطع الأثرية المستكشفة حديثًا.
![]() |
| * غرفة خاصّة مُجهَّزة لحفظ المخطوطات |
إزالة الأحماض من أوراق المخطوطات والوثائق القديمة وإزالة العفن الذي استحوذ عليها بسبب طريقة التخزين غير الصحّية، وإزالة البُقَع والفطريات التي نمت فيها،
إعادة إحياء المخطوطات والوثائق الآيلة إلى الهلاك من خلال ترميمها،
تصوير المخطوطات والوثائق تصويرًا رقميًّا عالي الجودة، وتحرير أسماء الصور،
تخزين الصور الرقميّة في بنك رقميّ للتراث الأنطاكيّ الغنيّ يَحفَظُها على خادمٍ متطوِّر مستقلّ،
السعي إلى جَمع صور عن كلّ تراث أنطاكية، بأيّ لغة كان، المحفوظ حاليًا خارج نطاق الكرسيّ جغرافيًّا، والموزَّع في متاحف ومكتبات العالم
تحديث الفهارس المطبوعة والصادرة عن معهد التاريخ والآثار ودراسات الشرق الأدنى في جامعة البلمند (المعروف سابقًا بـ “مركز الدراسات الأرثوذكسي”)، من خلال إنشاء قاعدة بيانات إلكترونيّة تُسَهِّل للباحثين العثور على ما يُسْهم في أبحاثهم،
تشجيع الباحثين والقيام بإجراء أبحاث ودراسات في التراث الأنطاكيّ المكتوب لإبراز مضامينه، ولهجاته، وخطوطه، وطريقة جمعه وتجليده، إضافة إلى الملاحظات التي على هوامش النصوص التي تعكس الأحوال التاريخيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة،
توفير ورشات التدريب لطلاب الدراسات العليا الذين يعملون على المخطوطات والمحفوظات،
السعي إلى تعميم الوعي على هذا التراث المحفوظ في المخطوطات والوثائق،
![]() |
| * خارطة توزُّع الشبكة الداخليّة. |
(لذلك يُطلب من كلّ القيّمين على الكنيسة تقديم ما لديهم لفهرسته، إنْ لم يكن قد تمّ ذلك، وخاصَّةً في القرى وعند المؤمنين، وذلك إمّا في الدار البطريركيّة في دمشق وإمّا في دير سيّدة البلمند البطريركيّ في لبنان)،
يحتضن المركز ثروة دير سيّدة البلمند من المخطوطات التي عُني رهبان الدير بنسخها وزخرفتها، إضافةً إلى ما ورد إليه من مخطوطات أخرى مُنَمْنَمَة، ووثائق المراسلات وسجلات الدير التي تروي عن عقاراته ونموّها وعن غلّاته والتحسينات عليه وما يقدّمه لمحيطه.
ونظرًا لأهمّيّة هذه المخطوطات والمحفوظات في كشف تراث آبائنا الحقيقيّ، كان لا بُدَّ من الإسراع إلى تصوير هذا التراث بأفضل تقنيات العلم الحديث، أي التصوير الرقميّ، لِحِفظِ صورةٍ عنه، حرصًا عليه؛ أولاً خوفًا من ضياعه، بسبب العوامل الطبيعيّة وبسبب الإهمال أو حتّى السرقة، وثانيًا لتقديم صورة عنه للباحثين والدّارسين حتّى يتمكَّنوا من كشف مضامين المخطوطات والمحفوظات بما في ذلك لغتها وخطّها وطريقة جمعها وحياكتها والحواشي المكتوبة عليها والتي تحمل الطابع التاريخيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ.
نشوء المركز كان ثمرة تراكم جهود مضنية لسنوات عديدة، مع رؤية واضحة وهدف رئيسيّ هو: التعرُّف إلى تراثنا وحفظه (تراث الكنيسة والمجتمعات المتفاعلة معها).
في أواخر ثمانينيّات القرن العشرين أسَّس صاحب الغبطة المثلّث الرحمة البطريرك إغناطيوس الرابع “مركز الدراسات الأرثوذكسي” في بيروت لتوثيق المخطوطات والمحفوظات لدى الأديار والأبرشيّات الأرثوذكسيّة، وأصدر ذلك المركز عدّة فهارس مطبوعة بشكل متتالٍ تكشف مخزون المخطوطات والمحفوظات في كلّ دير وأبرشيّة وكنيسة وأرقامها وتصف مضمونها باختصار، كما قام بتصوير بعضها بتقنيّة الميكروفيلم ولم يكن التصوير موفّقًا. لكنَّ القيّمين على التراث توجّهوا، في أواخر التسعينيّات، نحو التفكير بالتقنيّة الرقميّة التي باتت متاحة بكلفة أقلّ. هكذا، في ربيع العام 2003، أبصر مشروعُ التصوير الرقميّ النورَ من خلال الاتّفاق بين دير سيّدة البلمند البطريركيّ وجامعة القدّيس يوحنّا في مينيسوتا (الولايات المتّحدة الأميركيّة) للشروع في تصوير كلّ المخطوطات، انطلاقًا من مجموعة مخطوطات دير سيّدة البلمند البطريركيّ، من أجل حفظٍ كاملٍ للتراث في صُوَرٍ عالية الجودة. كانت الصور تُحفظ على أقراص مُدمجة. حتّى ذلك الحين، كان المركز قد أَرسَلَ أكثر من مخطوطة للترميم في الخارج. وهنا تبيَّن، أنَّ الحاجة مُلِحّة لقيام مركز تراثيٍّ محلّي يقوم بترميم المخطوطات دون الحاجة إلى إرسالها للخارج. وقد تحقَّق ذلك في مركز الترميم الذي أُنشئ في الدار البطريركيّة في دمشق العام 2004، بعد تهيئة فريق خبير بالتعاون مع “مؤسّسة جمعة الماجد” في دبي. ليتبعه في منتصف العام 2007 مركز آخر في دير سيّدة البلمند البطريركيّ، حَمَل اسم القدّيس يوسف الدمشقيّ، رجل العلم المُحبّ للكنيسة، الذي انكبَّ على دراسة المخطوطات ودقَّق في ترجمات عديدة لمواعظ القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم وطبعها.
![]() |
![]() |
| * بداءة التصوير الرقميّ في العام 2003. | * التصوير الرقميّ اليوم. |
![]() |
![]() |
| * فك أوراق مخطوطات قديمة متلاصقة. | * الترميم اليدوي. |
![]() |
![]() |
| * توقيع مذكرة تفاهم مع مؤسّسة جبل سيناء. | * توقيع مذكرة تفاهم مع دائرة علوم الحاسوب في جامعة البلمند – كلية العلوم. |
هكذا أُنشئ “مركز القدّيس يوسف الدمشقيّ لترميم المخطوطات”. وقد بوشر العمل في داخل المبنى الجديد، في البلمند، بعد تجهيزه في خريف العام 2010. يفخر المركز بكونه الأول، إن لم يكن الوحيد، الذي يُصنِّع الورق الخالي من الحمض بالطريقة الشرقيّة القديمة
يقوم المركز حاليًّا باستقبال أي مجموعة من المخطوطات، فيبادر إلى تنظيفها من الغبار والتراب والعثّ ثم تعقيمها وتطهيرها من كلّ حشرة آكلة لها، قَبْلَ وَضْعِهَا على آلة التصوير الرقميّ العالية الجودة. تخضع الصورة التي تعطيها الكاميرا لعمليّة تحرير فتُعطى لكلّ صورة أربعة حروف تشير إلى الخزانة التي يأتي منها المخطوطة (مثل Bala للبلمند و lian لمار اليان في حمص) يليها رقم المخطوطة في خزانته ثم رقم الورقة التي تمّ تصويرها، فإذا كانت الصورة لصفحتين يُوضَع على كلّ صورة رقم الورقة الأولى مع رمز ظهر، للإشارة إلى ظهرها إلى جانب رقم الورقة التالية لها مع رمز وجه. هكذا تصير الصورة حاملة لهويّة المخطوطة التي تأتي منها ولرقم الورقة التي يطالعها القارئ أو الباحث، فلا تعود إمكانيّة ضياعها وعدم معرفة أصلها واردة.
يضُمُ المركزُ اليومَ مستودعًا/خزّانًا (بنكًا) من الصور الرقميّة للتراث الأنطاكيّ قَيّمة جدًّا للباحثين والدّارسين. فهو إضافة إلى صُوَر مخطوطات ومحفوظات خزانة دير سيّدة البلمند البطريركيّ يضمُّ نحو 28 مجموعة أخرى لأديرة ورعايا وأشخاص. يتجاوز عدد المخطوطات المصوَّرة الألَفي مخطوطة ويتجاوز عدد الصور الرقميّة الخمسة ملايين صورة. معظم هذه المجموعات المصوَّرة حتّى الآن هي من أديار وأبرشيّات لبنان، ولا يزال المركز يعمل على استكمال تصوير بقيّة المخطوطات والمحفوظات في الأديار والأبرشيات الممتدّة في سوريا.
![]() |
![]() |
| * إحدى الوثائق قبل تنظيفها. | * أثناء عمليّة التنظيف. |
![]() |
![]() |
| * عمليّة نفخ الغبار. | * التنظيف بالفرشاة. |
![]() |
![]() |
| * إعادة إظهار كولوفون مغطّى. مخ 133. | خبير ترميم الإيقونات يتفقّد إيقونة موضوعة كدفّة. |
![]() |
![]() |
| غسل كتاب مطبوع وتعقيمه. | تصميغ كتاب مطبوع بعد ترميمه. |
![]() |
![]() |
| واحدة من الحالات الصعبة. | واحدة أخرى من الحالات الصعبة. |
![]() |
work |
| * المشاركون في إحدى الورشات. | خرّيجوا إحدى الدورات يحملون الشهادات. |
تنظيم ورشات التدريب لطلاب الدراسات العليا بشراكة مع عدد من المؤسّسات والجامعات
![]() ![]() |
| دورة ترميم في شباط 2012، بالتعاون مع تسع مؤسسات محلّية وعالميّة. |
![]() ![]() |
| دورة ترميم في حزيران 2012، بالتعاون مع تسع مؤسسات محلّية وعالميّة. |
![]() ![]() |
| دورة ترميم في شباط 2013، بالتعاون مع تسع مؤسسات محلّية وعالميّة. |
![]() ![]() |
| دورة ترميم في حزيران 2013، بالتعاون مع تسع مؤسسات محلّية وعالميّة. |
![]() ![]() |
| دورة ترميم في شباط 2014، بالتعاون مع تسع مؤسسات محلّية وعالميّة. |
![]() ![]() |
| دورة ترميم في حزيران 2014، بالتعاون مع تسع مؤسسات محلّية وعالميّة. |
![]() ![]() |
| دورة ترميم في شباط 2017، بالتعاون مع سبع مؤسسات محلّية وعالميّة. |
![]() ![]() |
| دورة ترميم في أيار 2017، بالتعاون مع سبع مؤسسات محلّية وعالميّة. |




































