 The Katholikon (Dormition of the Theotokos)

كنيسة السيدة

كنيسة السيدة هي النقطة البؤريّة لكلّ البناء السسترسيّ، ولها تخضع كلّ الإنشاءات الأخرى. هندسة هذا البناء توافق وظيفتَين خاصّتَين به وهما إيواء الهيكل لإقامة الإفخارستية، واستقبال الجماعة الرهبانيّة لترنيم خدم الساعات سبع مرّات في النهار ومرّة في نصف الليل.

كنيسة سيدة البلمند، وهي تحفة التقشّف السسترسيّ، تتألّف من جناح ينتهي بصدر كبير، تحيط به غرفتان مستطيلتان تندمجان مع الكنيسة بشكل صدر مربّع. سماكة الجدران متران، وعلو العقد 10.50 متراً، أمّا انبساط الواجهة فيبلغ 11.50 متراً. لا دعامة داخليّة، ولا حتّى عقد مدعّم تحت القنطرة نصف الأسطوانيّة، يقطع عُرى المساحات الكبيرة. ما نعثر عليه هو ناتئة في رِجل العقد، يمتدّ إلى صدر الكنيسة وإلى الفتحات في الواجهة الرئيسيّة. في هذه الواجهة نجد نجميّة ذات قطر من 0.70 متراً بنتؤات خارجيّة.

          في صدر الكنيسة، حوض ليتورجيّ، مبطّن بثلاثة تجويفات للاغتسال على شكل نَفليّة، يحدّد مكان الـمذبح ويعود إلى نهاية القرن الثّاني عشر أو بداية القرن الثالث عشر، وهي مشكاة توأميّة حيث الـقناطر نصف الأسطوانيّة خاصّتها ترتكز على ساكف يسنده جذع عمود أسطواني صغير. أمّا الزوايا البارزة من الأقواس فتزيّنها ناتئة.

          من المحتمل أن يكون صحن الكنيسة، والقسم الغربيّ منها وسكْرسْتيّاتها، بقايا كنيسة بيزنطيّة سابقة استخدم منها السسترسيّون على الأقل أساساتها. ولا بدّ أنّ هذه الكنيسة، الّتي أعادوا بناءها بشكل من الأشكال وزادوا في طولها، ماثلت أديرة دير عربي ودير قُلَح البيزنطيّة في فلسطين.

          النافذتان والبوّابة الشماليّة مسدودة، على الأرجح لدواع أمنيّة. في الواجهة الرئيسيّة نافذتان إلى أسفل النجميّة مفتوحتان في عقد كامل كما هي الحال بالنسبة للبوّابة الغربيّة. فقط النافذة الكبيرة في صحن الكنيسة، والّتي أُعيد بناؤها في القرن الثالث عشر، هي نقطة تقاطع عقدَين، ومن هذه الفتحات يتسرّب النور، سلّم الحبّ غير الملموس.

          الكنيسة واسعة، الأمر الّذي يسمح لنا بالاعتقاد بوجود جماعة كبيرة نسبياً تعيش في الدير نفسه. مخطّطها يمتد حتّى يُبعد إلى العمق الّذين لم يكونوا يشاركون مباشرة في الاحتفال الطقسيّ. وكانت مقاعد الأخوة المساعدين الّذين كانوا يعيشون في مستودع الحصيد في الجوار، في نهاية الكنيسة، كما هي حال الرهبان. وكان الباب السفليّ المؤدّي إلى زقاق الأخوة المساعدين مسدوداً وبُني سُلّم جديد.

          الواجهة الخارجيّة للكنيسة هي أكثر ما يبرز التقشّف السسترسيّ: تجانس البناء متوخّى في عُري المساحات الجدرانيّة الواسعة، في ترتيب الحجارة بعناية، في أصالة المواد المستخدمة وفي رفض كلّ زيادة جماليّة أكانت مزيّنة بناتئة أم منحوتة.

          لم يستلزم ترميم الكنيسة أكثر من نزع قشرة الاسمنت الّتي كانت تغطّي الجدران من رِجل العقد إلى بلاط الأرض. العقد بقي هو نفسه، أمّا السقف فقد تغيّر. فعند نزع التراب الّذي كان يغطّي السقف، ظهرت فتحات في مفاتيح العقد، وقد أُحدِثت على الأرجح لأسباب متعلّقة بالهندسة الصوتيّة (حالياً، غُطِّي السقف بالقرميد). كما أنّ المذبح، وقد بُني من حجارة مقبريّة تعود إلى مقبرة الأرثوذكس، استُبدل بآخر، مؤلّف من حجرَين، أكثر بساطة، فصار شكله متمايزاً عن المذابح السسترسيّة. وتقع إلى الواجهة الغربيّة من الكنيسة، غرفة على زاوية قائمة، ويرجَّح أن تكون قد استُخدمت كغرفة تُعرض فيها الجثث.

          من جهة الواجهة الرئيسة، سبقت الكنيسة كُنّة شبه مربّعة، ذات عقد، تدعمها أكتاف وتغطّيها مصطبة. هذه الكُّنة مركز انتظار يصل بين الأرض والسماء، بين الجسد والروح. ولا بدّ أنّه دُمج إليها في وقت لاحق، أبنية القرن السابع عشر الّتي استُخدمت كإسطبل وهي تَسُدّ بشكل جزئيّ الجهة الخارجيّة من المدخل الرئيسيّ. أمّا خلال عمليّة الترميم، فقد أُلغيت بحجّة اعتبارها مبنى حديث العهد يحجب مدخل الكنيسة.

إيقونسطاس كنيسة السيدة من الخشب المنحوت ويعود إلى نهاية القرن 17. خشبه جوزي، سطحه أملس ناعم غير ملمّع، النقوش البارزة بأغلبيتها عبارة عن نجميات وغصنيات وأعمدة لولبيّة. هذه النقوش كثيرة الانتشار في كنائس بطريركيّة أنطاكية.

Office Hours

9 am – 4:30 pm
Monday through Friday

Contact Us

Kelhat, Balamand
Tel: +9616XXXXXX

© 2025. All Rights Reserved.